قصص وعبر حقيقية مؤثرة قصة السيدة زينب وزوجها أبي العاص بن الربيع
![قصة حب زينب اينة رسول الله لزوجها.](https://www.storiesrealistic.com/wp-content/uploads/2020/09/12749785_1695633784052838_1444968693_n.jpg)
قصة حب ووفاء السيدة “زينب” زوجها “أبي العاص بن الربيع” الجزء الأول
قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ذهب أبو العاص بن الربيع إليه ليطلب يد ابنته الكبرى “زينب” للزواج، فقال صلى الله عليه وسلم: “لا أجيبك حتى أستأذنها”، فدخل عليها والدها صلى الله عليه وسلم وسألها: “يا زينب إن ابن خالتك جاءني وقد طلب الزواج منكِ، فهل تقبلينه وترضين به زوجا لكِ؟”.
فاحمر وجهها وابتسمت، وتزوجت ابنة النبي بابن خالتها “أبي العاص بن الربيع” لتنشأ قصة حب بينهما قوية للغاية، وأنجبت منه علي وأمامة، ومن بعدها حدثت أول مشكلة بينهما حيث جاءت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلمت ابنته معه، وقد كان “أبو العاص” حينها مسافرا، وعندما رجع من سفره وجد أن زوجته انتهجت طريق دعوة أباها، فدخل عليها من سفره…
فقالت: “عندي لك خبر عظيم للغاية”.
لم يحدثها بكلمة غير أنه تركها ورحل، فتعجبت من فعلته ولكنها تبعته وواصلت حديثها: “لقد بعث أبي نبيا، وقد أسلمت معه”.
فقال: “وهلا سألتني أولا؟!”
فقالت: “لقد أسلمت مع أبي فما كنت لأكذب معي إنه الصادق الأمين، ولست بمفردي من أسلمت معه فقد أسلمت أمي وإخوتي، كما أسلم ابن عمي “علي بن أبي طالب”، وأسلم ابن عمتك “عثمان بن عفان”، وأسلم صديقك “أبو بكر الصديق”.
فقال: “أما عني فلا أطيق أن يقول الناس خذل قومه وكفر بدين آبائه وأجداده إرضاءاً لزوجته، وما أبوكِ بمتهم، ولكن هلا عذرتِ وقدرتِ؟!”
فقالت: “وكيف لا أعذر؟!، ولكني أنا زوجتك أعينك على الحق وآخذ بيدك”.
استمر “أبو العاص بن الربيع” على كفره، وجاءت الهجرة فذهبت السيدة زينب إلى أبيها تستأذنه بالبقاء مع زوجها وولديها، فوافق رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلبها، فبقيت مع زوجها بمكة ولم تهاجر إلى المدينة، ومكثت السيدة “زينب” مع زوجها وولديها بمكة حتى نشبت غزوة بدر بين المسلمين والمشركين، قرر زوجها وقت الحرب الوقوف مع أهله ومساندتهم والقتال معهم، ويا لحيرة قلبها فزوجها يحارب أباها، كانت دائما غارقة في دموعها ودائما ما تدعو خالقها: “اللهم إني أخشى يوما تشرق شمسه فيتم فيه ولدي، أو أفقد أبي”.
وتنتهي غزوة بدر بانتصار المسلمين على الكفار، وزوج السيدة “زينب” يتم أسره بالمعركة، وتأتيها الأخبار بمكة فتسأل: “ماذا حدث؟!”
فيجيبوها: “لقد انتصر المسلمون”، فتسجد لله شاكرة، ومن ثم تسأل عن زوجها: “وماذا فعل زوجي؟!”
يجيبونها: “لقد أسر في المعركة”.
فتقول: “أرسل في فداء زوجي”، ولم تكن تمتلك شيئا ثمينا حينها إلا عقدا لوالدتها السيدة “خديجة” تزين به رقبتها، فتقوم بخلعه وإعطائه لشقيق زوجها، وتطلب منه إرساله لوالدها حتى تفتدي به زوجها؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حينها جالسا يطلق الأسرى مقابل الفدية، وعندما رأى عقد السيدة “خديجة” سأل: “هذا فداء من؟!”، فأخبروه أنه فداء لأبي العاص بن الربيع، بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “هذا عقد خديجة”.
وقف رسول الله وقال: “أيها الناس إن هذا الرجل ما ذممناه صهرا فلا فككت أسره، وهلا قبلتم أن تردوا لها عقدها؟”، فأجابوها: “نعم يا رسول الله”، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم العقد لأبي العاص بن الربيع وأخبره: “قل لزينب ألا تفرط في عقد خديجة”، ومن ثم سأله: “هل لي أن أساررك؟”، أخذه النبي على جنب وقال له: “إن الله سبحانه وتعالى قد أمرني بأن أفرق بين مسلمة وكافر، فهلا رددت إلي ابنتي؟”، فأجابه أبو العاص: “نعم”.
خرجت السيدة “زينب” على أبواب مكة لتستقبل زوجها، ولكنه ما إن رآها حتى قال: “إني راحل”، فسألته: “وأين سترحل؟!”، قال: “لست أنا من سيرحل بل أنتِ سترحلين”.
قالت: “لست أفهم ما الذي تعنيه”، فأجابها: “لقد فرق بيني وبينكِ، ارجعي لأبيكِ”، فسألته: “ألا تسلم وتذهب معنا؟”، فأجابها: لا”؛ أخذت ولدها وابنتها وذهبت بهما للمدينة، توارد عليها الخطاب على مدار ستة سنوات ولكن دائما كانت ترفض أملا في عودة زوجها إليها من جديد.
قالت: “لست أفهم ما الذي تعنيه”، فأجابها: “لقد فرق بيني وبينكِ، ارجعي لأبيكِ”، فسألته: “ألا تسلم وتذهب معنا؟”، فأجابها: لا”؛ أخذت ولدها وابنتها وذهبت بهما للمدينة، توارد عليها الخطاب على مدار ستة سنوات ولكن دائما كانت ترفض أملا في عودة زوجها إليها من جديد.
وبعد مرور هذه الستة سنوات خرج “أبو العاص بن الربيع” بقافلة من مكة للشام، وأثناء سيره بالقافلة قابله مجموعة من الصحابة فأخذوا كل ما معه، واستجار ببيت “زينب”، طرق بابها قبيل آذان الفجر، وأول ما رأته السيدة “زينب” سألته: “أجئت مسلما؟!”، فأجابها: “لا، بل جئت هاربا”.
سألته ثانية: “فهل لك أن تسلم؟”، فأجابها قائلا: “لا”، فقالت: “لا تخف، مرحبا بابن الخالة، وأبا علي وأمامة”، وبعدما انتهى الرسول صلى الله عليه وسلم من صلاة الفجر وأمه للناس سمع صوتا من آخر المسجد يقول: “لقد أجرت أبا العاص بن الربيع”، فسأل رسول الله: طهلى سمعتم ما سمعت؟!”، فأجابوه: “نعم يا رسول الله”.
فقالت السيدة زينب: “يا رسول الله إن أبا العاص إن بعد فهو ابن الخالة، وإن قرب فهو أبا للولد، وقد أجرته يا رسول الله”، نهض رسول الله وقال: “أيها الناس إن هذا الرجل ما ذممته صهرا، وإنه حدثني فصدق ووعدني فأوفى، فإن قبلتم أن تردوا له ماله فيعود لبلاده، فهذا أحب إلي، وإن أبيتم فالأمر إليكم وهو من حقكم ولا أستطيع أن ألومكم عليه”، فقال الناس على الفور: “نعطه ماله يا رسول الله ويعود به لأهله”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قد أجرنا من أجرتِ يا زينب”.
ثم ذهبا للمنزل وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا زينب أكرمي مثواه فإنه ابن خالتكِ وأبا لولديكِ ولكن لا يقربنكِ فإنه محرم عليكِ”، فقالت: “لكَ ذلك يا رسول الله”؛ وعندما دخلت عليه السيدة زينب قالت: “أهان عليك فراقنا؟!، هل لكِ أن تسلم؟”، فقال: “لا”، وأخذ أمواله وعاد إلى قومه، وعندما وصل لأهله وعشيرته وقف بينهم وقال: “يا قوم هذه أموالكم، هل بقي لكم شيئا؟!”، فقالوا: “لا، بوركت ووفيت أحسن الوفاء”، فقال: “إذا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله”.
عاد المدينة على الفور وقد دخلها فجرا، فتوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “يا رسول الله لقد أجرتني بالأمس، واليوم جئتك لأشهدك أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله”، ثم سأله مستأذنا: “يا رسول الله أيمكنني أن أرجع زينب؟”، فسأله الرسول أن يأتي معه، وذهبا معا للمنزل، وطرق رسول الله بابها، وسألها: ” يا زينب إن ابن خالتك يستأذنني في العودة والرجوع إليكِ، فهلا تقبلين؟”، فاحمر وجهها وابتسمت.
وبعد عام واحد من هذه الواقعة ورجوعها لزوجها بعد صبر وطول انتظار توفيت السيدة “زينب”، فبكاها زوجها “أبو العاص بن الربيع” بكاءا حارا لدرجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوه الناس يمسح دمعه ويهون عليه فراقها، ودائما ما كان يشكو للرسول ما به ويقول: “والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب”، وبعد فراقها له بعام توفي “أبا العاص بن الربيع”.
هل رأيتم في مثل هذه القصة من وفاء وإجلال، والله أعلى وأعلم.
تعليقات: (0)