في منتصف إحدى الليالي، دخل لص إلى بيت عالم المدينة مالك بن دينار
رحمه الله. فبحث عن شيء يسرقه فلم
يجد. ثم نظر، فإذا مالك يصلي.
سلّم مالكٌ ونظر إلى اللص بهدوءٍ فقال: جئت تسأل عن متاع
الدنيا فلم تجد، فهل لك في الآخرة من متاع؟
استجاب اللص وجلس وهو يتعجب من الرجل، فبدأ مالكٌ يعظ فيه
حتى بل لحيته من البكاء، وذهبا معاً إلى الصلاة.
وعند دخولهما المسجد تعجب الناس من أمرهما وعلا صوت التسبيح
سبحان الله سبحان الله أكبر عالمٍ مع أكبر لص؟ أيعقل هذا؟
فسألوا شيخهم فقال: هذا جاء ليسرقنا فسرقناه. ثم لازمه وحسنت توبته
صار مع الزمن أحد أشهر تلاميذه، فسبحان الهادي للخلائق بأحاسن الأخلاق.
فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرف عنا
سيء الأخلاق فإنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
تعليقات: (0)